ما الفرق بين عبادة الخالق سبحانه و هبل معبود قريش الصنم ؟ هبل المسلمين!
لو سألت معظم المسلمين اليوم، سيصفون هبل بأنه صنم، في معبد. و الخالق لا مثيل له و هو في مكان ما فوق العالم،ي ري كل شيء و يقوم بكل شيء. طيب لو سألنا احد عباد الاوثان اليوم، سيقول ان صنمه هو مكان لروح الخالق الاصلي الموجود في مكان ما (هناك)، ربما في الغابة أو السماء او الجليد الخ .
لكن هل اختلاف الصفات المتعلق بالمكان و الشكل، هو ما ضايق قريش من دعوة الاسلام ؟ . ما هو اساسي في الفرق بين اله الاسلام (ايام الرسول صلى الله عليه و سلم) و هبل، لم يكن في مفهوم الاله المكاني او قدراته، أو في العبادات، فعباد هبل كانوا يصلون صلاة قريبة جدا لصلاتنا اليوم، و يحجون و يذبحون الاضاحي . الفرق فعلا، كان في مفهوم المجتمع و علاقته بالاله . اله المسلمين كان يهتم بحياة الناس، لا يمكن ان تكون مسلما و تقتل الناس. أو تستعبدهم أو تمتص دمهم بالربا، أو حتي ان تراهم جائعين و تمتنع عن تقديم الطعام . هذا هو الفرق الحقيقي و العميق بين اله الاسلام و هبل .هذا ما ضايق الملأ من قريش و جلب المؤمنين من طبقات المستضعفين.
في مكان ما، في زمن ما، كان ثمة رجل اربعيني يبشر بالله ،الذي يهتم بالانسان ، الله الذي يقف الجميع متساويين امامه. الله الذي لم يكن يطلب معابدا او بيوتا أو مالا، الله الذي كان يعبد، عبر صنع الخير لمخلوقاته، عبر دفع الظلم، عبر الحب، و عبر السيف ان احتاج الامر .
في زمن ما لم يعد هذا الاله يعبد، استبدل بالصنم القديم، عاد السدنة (خادم الكعبة وبيتِ الأَصنام)، و عاد دين الصنم،الصلاة و الاضاحي، وعاد الظلم و الجوع. الفرق بين دين الله الإسلام و هذه الاصنام، ليس في تنزيه الخالق و مكانته و انما في تنزيه المخلوق، العدل، التعاطف، الرحمة و الحب .
بقلم: طارق هاشم