كلما اتسعتِ العين ضاق الصدرُ

كلما اتسعتِ العين ضاق الصدرُ

إن من طباع أغلب البشر عدم الرضى ، فكثيرا ما يشعر بالنقص في حياته و يبحث طوال حياته عن الأفضل و الأحدث و الكمال أحيانا الذي لن يحصل عليه اطلاقا ، ينسى الانسان النعيم الذي يعيش فيه من صحة و أمن او راحة بال أو ما يحاط به من أصدقاء أوفياء عائلة أو زوج أو حبيب ...ألخ .

إن إنسان اليوم يعيش في رفاهية لم يعرفها أكبر الملوك على مر العصور ، هل تعلم عزيزي أنك تعيش حياة أفضل من قارون و كسرى و قيصر و هرقل ...الخ

لم يعلم قارون أن بطاقة السحب الآلي التي في جيوبنا تغني عن مفاتيحه الثقيلة التي يعجز عن حملها أشداء الرجال ، يمكنك الآن شراء أي شيء بضغطة زر من على حاسوبك ، و تخزين المليارات في حساب بنكي و حملها في بطاقة صغيرة الحجم.

ولم يعلم كسرى فارس أن الأرائك التي بصالات بيوتنا الآن هي أكثر راحة و روعة من عرشه و أفرشته البالية. وقيصر الروم الذي كان عبيده يحركون الهواء من فوق رأسه بريش النعام معتقدا أنه في نعيم، لم يرى المكيفات التي نمتلكها في كل غرف من منازلنا، إن شاهدها اليوم لأصابة الكثير من الشعور الدونية .

وهرقل الذي كان يشرب الماء من قنينة فخّار ويحسده من حوله على برودة الماء لم يشرب ،  فرق شاسع بينها و بين الثلاجة التي يتنعم بها كل سكان الأرض. والخليفة المنصور الذي كان عبيده يصبون الماء الحار مع البارد ممزوجاً ليستحم وينظر لنفسه نظرة زهو ، للأسف الخليفة لم يجرب أن يستحم يوماً تحت ماء نتحكم في درجة حرارته كما نريد .

القناعة كنز لا يفنى

عزيزي نحن نعيش عيشة لم يعشها أولئك الناس بل لم يحلموا بها ومع ذلك الكثير منا يندب سوء حظه ، عليك أن تعلم أنه كلما اتسعتِ العين ضاق الصدرُ ! كن قنوعا تعش سعيدا .

عبد الوهاب قفيفي