تظهر العديد من النساء مشاعر بغض لأعضائهن التناسلية وشكلها، ويشعرن في كثير من الأحيان بعدم الارتياح لشكل العضو التناسلي، مما يدفع بعضهن إلى القيام بعملية قص الشفرين الكبيرين ليصبح شكل المهبل مقبولاً حسب معايير مجتمعية.لكن من أين أتى ذلك الكره لشكل العضو التناسلي؟ سنفصل تباعاً بعضاً من الأسباب التي تحثّ النساء على كره أعضائهن التناسلية:
تعلم كره المهبل من المجتمع
فخلال تنشئتنا الاجتماعية كرجال ونساء، لطالما يُغرس في أذهاننا أن المهبل أو العضو التناسلي الأنثوي أمر سيء وقذر أحياناً، إما عن طريق تبادل الأحاديث السيئة عن دم الحيض أو من خلال استخدام كلمة "مهبل" كشتيمة للإساءة الشديدة للآخر وإلحاق المعيار به، وهذا يدل على التحيز الجنسي وتعليمنا قبوله وزراعة كره الأعضاء التناسلية الأنثوية.
رؤية المهبل كطرف سلبي في العلاقة الجنسية
فمجتمعنا هو من المجتمعات التي تقسّم العملية الجنسية إلى قسمين أو دورين؛ أحدهما من يقوم بعملية الإدخال الجنسي (ويُعد الطرف الإيجابي)، ومن يقوم بعملية التلقي الجنسي (ويعد الطرف السلبي)، وحين ذكر كلمة "سلبي" نعني كل ما تحمله الكلمة من معانٍ سيئة تلحق بالنساء وأعضائهن التناسلية التي يعدون دورها الجنسي مهانة، مما يزيد كره الأعضاء التناسلية الأنثوية.
إلا أن اعتبار المهبل طرف سلبي في عملية الجنس هو أمر غير دقيق، إذ أن المهبل يحوي البظر الذي يثار جنسياً بقدر استثارة القضيب عند الإثارة الجنسية ويبلغ أيضاً النشوة.
دور الإعلام السلبي في كره النساء للمهبل
إذ لا نشاهد على وسائل الإعلام سوى المقالات والصور والبرامج التي تحث النساء على "إصلاح" أشكال أعضائهن التناسلية، دون وجود مقالات وبرامج تشجع النساء على تقبّل أعضائهن وتنوع أشكالها، مما يزيد من عدم الارتياح تجاه شكل المهبل.
ازدواجية المعايير الجنسية والرأسمالية في التعامل مع جنس المرأة
مع انتشار المستحضرات الرأسمالية التي تثقب سمع النساء بضرورة الحفاظ على نظافة المهبل ووجوب حلاقة الأشعار والحفاظ على نضارة العضو خاصتهن وضرورة إخفاء الدورة الشهرية، يزيد الضغط على النساء لكره أعضائهن الخاصة.
كما أن التحذيرات الأخرى التي تتلقاها الفتيات منذ صغرهن حول أعضائهن تشكل سبباً آخر للضغط. فعلى سبيل المثال، تعتبر ممارسة العادة السرية عند النساء أمراً مخجلاً وفاضحاً ولا يجب القيام به على عكس الصبية الذين تعد عندهم ممارسة العادة السرية أمراً طبيعياً.
التشبّه بما يُشاهد على التلفاز
تحاول العديد من الفتيات التشبه في شكل أعضائهن بأشكال أعضاء الممثلات الإباحيات على شاشة التلفاز، واللواتي يقمن بعمليات تجميل لإظهار أعضائهن بالشكل المعروض، مما يزيد الضغط على النساء بضرورة اللحاق بالنموذج المعروض كي تصبح من ضمن الأشكال المقبولة شكلياً والمثيرة للرجل.
أساليب كثير تجعل النساء يشعرن بعدم الأمان حول أشكال أعضائهن التناسلية، يجب علينا معرفة أصل المشكلة ومحاربة القيود الشكلية والبدء بمحبة أعضائنا على تنوع أشكالها واختلافها، فالجمال يكمن في التنوع والاختلاف.