توجد مجتمعات بدائيّة فطريّة لا تشعر النّساء فيها عند الولادة بأيّ ألم لأنّ احتمال وجود ألم عند الولادة لم يتسرّب إلى عقولهنّ أبدًا. كلّ حضارة من الحضارات تخلِقُ اقتراحات مُشتَرَكة داخل العقل اللّاوعي الجماعيّ لمجموعة من البشر لتصبح فيما بَعد جزءًا من توقّعات كلّ فَرد. ألمُ الولادة لا ينتمي للجسد الأوّل، بل لبرمجة العقل اللّاواعي/الجسد الثّاني في الإنسان: الجسد الأثيريّ. لذا ومن خلال التّنويم المغناطيسيّ بالإمكان تحويل الولادة إلى عمليّة لا ألم فيها على الإطلاق: بمجرد الاقتراح.
معظم الأمراض تبدأ من الجسد الثّاني ثمّ تنتشر في الجسد الأوّل. الجسد الثّاني يتلقّى الاقتراحات بسهولةٍ بالغة لدرجة أن طلّاب السّنة الأولى في الطّبّ يلتقطون ذات المرض الذي يقومون بدراسته. تبدأ العوارض بالظّهور عليهم. فإذا كان الصّداع هو مادّة الدّراسة، يبدأ الجميع باستشعاره فيسأل الفرد منهم: “هل أصابني صداع؟ هل تظهر عليَّ عوارض الصّداع؟” هذا سببه تأثُّر الجسد الأثيريّ. قد التقط الجسد الأثيريّ الاقتراح وتمّ إسقاط الصّداع وخَلْقه في الجسد الأوّل.
الجسد الثّاني هو الجسد الذي يبدأ بالعمل أثناء التّنويم المغناطيسيّ. بالإمكان القيام بأيّ عمليّة جراحيّة تحت تأثير تنويمٍ مغناطيسيّ بلا أيّ ألم، لأنّ الجسد الثّاني إذا تلقّى اقتراحَ أنّ الألم لن يكون حاضرًا أثناء العمليّة، فلا ألم عندها. كلّ نوع من أنواع الألم وكلّ نوع من أنواع اللذّة إنّما مصدره الجسد الثّاني… يأتي من الجسد الثّاني وينتشر في الجسد الأوّل. لذا وإنْ تغيّر الاقتراح المُوَجَّه للجسد الثّاني فسوف يصبح ما كان مؤلمًا، مُمتِعًا، والعكس.
غيِّر الاقتراح. غيِّر العقل الأثيريّ وكلّ شيء سيتغيّر. تمنَّ أن يحدث هذا التّغيير بكامل كيانك وسوف يحدث. الكليّة التي تشمل كلّ جزءٍ فيك هي الفارق الوحيد بين الأمنية والإرادة. تمنّيك أن تغيّر شيئًا في حياتك بكلّ ذرّة من كيانك، بكامل عقلك، يحوِّلُهُ قوّة إرادة، فيتحقّق.