الكثير يغفل أثناء تشخيص التوحد عن جديد التوحد في الدليل التشخيصي الإحصائي الخامس DSM-5، حيث وفي عام 2013م، وتحديداً في شهر مايو، أصدرت الجمعية الأمريكية للطب النفسي الدليل الاحصائي التشخيصي الخامس DSM-5 والذي احتوى على تعديلات جوهرية في تشخيص التوحد قد تسهم إلى حد ما في توضيح أبعاد هذا الاضطراب من ناحية، وقد تخلق صعوبات تشخيصية للمختصين وأولياء الأمور من ناحية أخرى، وقد شملت هذه التغيرات على ما يلي:
جديد تشخيص التوحد
أولاً: الاكتفاء بمصطلح (اضطراب طيف التوحد) وإلغاء التصنيفات السابقة والمذكورة في الدليل الرابع (DSM-4) المعدل، وهي:
(اضطراب التوحد، ومتلازمة اسبرجر، ومتلازمة رت، واضطراب الطفولة التفككي التراجعي، والاضطرابات النمائية غير المحددة)، وذلك لأن جميع هذه الاضطرابات تشترك بأعراض أساسية واحدة، ولكن بدرجات متفاوتة من الشدة، وبناء على ذلك ارتأت الجمعية الأمريكية للطب النفسي اعتباراها اضطراب واحد بطيف واسع تحدده مستويات الشدة.
لذلك تم إضافة شدة الاضطراب – عوضاً عن التصنيفات سابقة الذكر- بثلاثة مستويات هي: اضطراب طيف التوحد البسيط، واضطراب طيف التوحد المتوسط، واضطراب طيف التوحد الشديد.
ثانياً: إلغاء مصطلح الاضطرابات النمائية الشاملة- السابقة الذكر- وتضمين المصطلح الجديد في الاضطرابات النمائية العصبية، وجميعها تحمل مسمى تشخيصي واحد وهو اضطراب طيف التوحد (Autism Spectrum Disorder)، باستثناء متلازمة رت، والتي تم فصلها عن الاضطرابات النمائية العصبية باعتبارها اضطراب جيني، فضمت القائمة الجديدة للاضطرابات النمائية العصبية الإعاقات التالية: الإعاقة الذهنية (اضطراب نمائي ذهني) واضطرابات التواصل(اضطرابات اللغة، واضطرابات الكلام، واضطراب الطلاقة، واضطراب التواصل الاجتماعي)، واضطراب فرط الحركة وقلة التركيز، واضطراب التعلم المحدد، واضطراب طيف التوحد، والاضطرابات الحركية مثل: (اضطراب التآزر الحركي).
وتم فصل متلازمة رت عن اضطراب طيف التوحد على اعتبار أن سلوكيات اضطراب طيف التوحد ليست بارزة بشكل خاص في الذين يعانون من متلازمة رت باستثناء فترة وجيزة أثناء التطور، وعادة ما يتم تشخيص اضطراب طيف التوحد من خلال المظاهر السلوكية وليس المسببات، لذا كان من الطبيعي فصل متلازمة رت، والذين يعانون من متلازمة رت، والذين لديهم بعض أعراض التوحد يمكن وصفهم بأنهم يعانون من اضطراب طيف التوحد، وهنا ينبغي على الأطباء والأخصائيين النفسيين استخدام محدد وراثي أو طبي للإشارة للأعراض المرتبطة بمتلازمة رت.
ثالثاً: تم دمج معايير تشخيص اضطرابات طيف التوحد والاكتفاء بمعيارين فقط هما:
معايير تشخيص التوحد الجديدة
1- معيار التواصل الاجتماعي والتفاعل: والمتمثل بعجز واضح في التواصل والتفاعل الاجتماعي في سياقات متعددة، يظهر في الفترة الحالية للتشخيص أو فترات سابقة في مراحل تطورية سابقة.
2- معيار محدودية الأنشطة والسلوكيات النمطية: والمتمثلة بسلوك نمطي متكرر ومحدودية في الاهتمامات والنشاطات.
ومن الملاحظ أنه قبل الـ DSM-5 كانت هناك ثلاثة معايير أساسية لتشخيص التوحد كان يطلق عليها بثالوث الأعراض، التي هي ( التفاعل الاجتماعي، والتواصل اللفظي وغير اللفظي، ومحدودية في النشاطات والاهتمامات). ولذلك تم دمج معياري التفاعل الاجتماعي والتواصل في معيار واحد وهو المعيار رقم واحد المشار إليه أعلاه.
وقد بررت الجمعية الأمريكية للطب النفسي دمجها للاضطرابات النمائية الشاملة في اضطراب واحد اسمته اضطراب طيف التوحد والاكتفاء بتحديد مستوى شدة الاضطراب فقط بأنه من خلال مراجعتها للدراسات والابحاث السابقة وجدت أن هذه الدراسات والأبحاث أكدت على عدم مصداقية تشخيص الاضطرابات النمائية الشاملة السابق ووجود ثبات في تشخيص اضطراب التوحد عالي القدرات(ذوي الأداء الوظيفي العالي) ومتلازمة اسبرجر، كما أن هناك تداخل حاصل بين متلازمة اسبرجر والاضطرابات النمائية غير المحددة، إضافة إلى مناسبة استخدام بعض التشخيصات عن غيرها كاعتبار تشخيص الاضطرابات النمائية المحددة اضطراب نمائي عصبي متوسط أو بسيط، كما لاحظت المصداقية في تشخيص بعض الاضطرابات المتضمنة في الاضطرابات النمائية الشاملة كاضطراب الطفولة التراجعي أو التفككي.
المصدر :الدليل التشخيصي الاحصائي DSM5.
مكتبة معلومات التوحد.