خطوات التركيز الموسع تمرين رمي المرساة

 * التركيز عن كثب مقابل التركيز الموسع: مع تمرين رمي المرساة. تحقق فيما إذا كانت المشكلة السريرية لدى العميل تتطلب تركيزًا أوسع أو تركيزًا عن كثب من أجل ممارسة اليقظة. على سبيل المثال، إذا كان العميل عرضة للقلق أو الاجترار، فأنه يحتاج إلى التركيز عن كثب: إشراكه في نشاط مجزي وهادف ولكي يركز انتباهه على هذا النشاط أولاً. يمكنه ترك أفكاره تذهب وتأتي في الوعي المحيطي مع إعادة انتباهه في نفس الوقت إلى النشاط نفسه. على العكس من ذلك، إذا كانت المشكلة هي الألم المزمن، فيحتاج العميل إلى تشجيعه على التركيز على نطاق أوسع. عندما يتم التعرف على الألم وتقبله، يتم توسيع الوعي لاحتواء الحواس الخمس والبيئة. لذلك يصبح الألم جزءًا من تجربة أكبر بكثير.

خلال الجلسات، غالبًا ما نطلب من العميل التركيز أولاً على أحد جوانب تجاربه الخاصة مثل أفكاره أو عواطفه أو أحاسيسه. من المهم أن يدرك أن ذلك فقط لتعليمه المهارة. في الحياة اليومية، الفكرة هي أنه إذا ظهرت الأفكار والمشاعر المجهدة، فيمكن تقبلها كأحد جوانب الوعي (كممثل واحد من بين العديد من الممثلين على خشبة مسرح مضاءة جيدًا) بدلاً من أن تهيمن عليه تمامًا ( كممثل وحيد تحت أضواء مشهد مظلم).

خطوات التركيز الموسع وتطبيق تمارين رمي المرساة

- ابقي على العميل حاضرًا:

عند العمل مع الأشخاص الذين يمكن أن ينفصلوا بسهولة، أو الأشخاص ذوي مستوى عال من التجنب التجريبي (العملاء الذين يعانون من اضطراب الشخصية الحدية أو اضطرابات الأكل)، فمن الأفضل عادةً البدء بـ تمارين تركز على العالم الخارجي: نطلب منه ملاحظة ما يمكن رؤيته أو سماعه أو لمسه. وإذا كان عميلك يشعر بالفتور أو الخمول الشديد أو ينفصل بسهولة، فإننا كمعالجين نوجز من هذه التمارين ونجعله يقوم بها وعينيه مفتوحة.


إذا شعرت ان عميلك يفقدك لحضوره أو يشرد أثناء الجلسة، نعمل على إعادته: "يبدو أنني فقدتك/ضيعتك. أين أنت؟"، أو "ربما أكون مخطئًا، لكن لدي شعور بأنك لست حاضرًا بشكل كامل في الوقت الحالي. تبدو بعيد المنال أو مشغولاً"، أو "هل يمكنني التحقق من شيء معك للحظة؟ لقد لاحظت أنك كنت تحدق في الأرض وأعتقد أنك عالق في قصة ما. هل انا مخطئ؟" فبمجؤد عودة العميل وحضوره في اللحظة الحالية مرة أخرى، يمكننا أن نسأله ما يلي: "إلى أين أخذك ذهنك الآن؟ أو "إذن كيف يجعلك عالقا؟ يمكننا أن ننتهز هذه الفرص للإشارة، برحمة وبشفقة واحترام، إلى مدى سهولة قيام ذهننا بجعلنا خارج تجربتنا.


عندما يستمر العميل في الضياع في الماضي أو المستقبل، وإعادة سرد قصة سمعناها مرات عديدة من قبل، يمكننا أن نلاحظ ذلك باحترام ونتوقف عنها. إذا لم نقل شيئًا، وسمحنا له بالتجول، فإننا هكذا لا نساعده هو ولا أنفسنا؛ يندمج بلا داع مع همومه وذكرياته، ولا يستفيد من الحاضر - بالإضافة إلى أننا سنشعر بالإحباط والملل، ونفوت الفرصة لمساعدته على تطوير مهارة اليقظة الذهنية المفيدة للغاية. هذا مثال:


- العميل: لزلت لا أستطيع أن أصدق ذالك. لا أصدق. عشر سنوات هناك، أعمل كالكلب، صباحًا وظهراً ومساءً، بينما كانت على دوام تحكي مع الجارة المجاورة. ومن ثم لديها الجرأة للمطالبة بنصف المنزل.


- المعالج: أنا آسف لأنني قاطعتك. أرى كم هو مؤلم بالنسبة لك وبدأت للتو في تخيل ما يجب أن يكون عليه الأمر. لكن في الوقت نفسه، أتساءل عما إذا كنت قد لاحظت ما يحدث. لقد أخبرتني عن هذه القصة عدة مرات وبتفصيل كبير. هل من المفيد حقًا العودة إلى هذا؟


- العميل: (وقفة مطولة). ليس صحيحا. لا.


- المعالج: هل يمكنك أن تلاحظ كيف يستمر ذهنك في جعلك تبقى عالقا هناك؟ تعيدك إلى زمن الماضي، في كل هذا الألم. هل هذا حقًا هو المكان الذي تريد أن تكون فيه الآن؟


- العميل: لا. لكن لا يمكنني التوقف عن التفكير في الأمر.


- المعالج: هذا لا يفاجئني. هذا مؤلم جدا بالنسبة لك. ليس الأمر كما لو أنه يمكنك أن تبدو سعيدًا وتتصرف كما لو لم يحدث أبدًا.


- العميل: هذا صحيح. أخبرني أصدقائي أنه يجب علي المضي قدمًا، لكني أحب أن أنظر غلى تلك الخبرات أيضًا.


- المعالج: إذن ما رأيك في هذا: بدلاً من محاولة إيقاف هذه الأفكار، ماذا عن السماح لها بالذهاب والإياب بدلاً من العلق فيها؟


قم برمي المرساة:

أثناء الجلسة، عندما يبدو أن علملك يشعر بضغط عاطفي، من المفيد جعله على اتصال باللحظة الحالية. على سبيل المثال، يمكنك أن تقول له: "أرى أنك متوتر. ماهو شعورك الآن؟ اين تشعر به؟ يمكننا بعد ذلك الانتقال إلى أحاسيسه الجسدية والعمل مع التقبل. أو يمكن أن تتجه نحو فك الإندماج: تطلب منه أن يلاحظ ما يفكر فيه. أو يمكنك أن تطلب منه الاتصال بالعالم الخارجي: "هل يمكن أن تظل هذه المشاعر موجودة في هذه الغرفة-اي غرفة العلاج؟" انظر إذا كان بإمكانك السماح لهذا الشعور بالتواجد هناك، ولاحظ أيضًا ما يمكنك رؤيته وسماعه من حولك. انظر ما إذا كان بإمكانك حقًا أن تكون حاضرًا معي، حاضرًا تمامًا معي، بينما لديك هذه المشاعر".


إن رمي المرساة هو عبارة عن استعارة، وتقنية في اليقظة الذهنية، وتمرين مفيد للغاية. في النص أدناه، كانت العميلة تتحدث مرارًا وتكرارًا عن نية زوجها في تركها ومن الواضح أنها متوترة للغاية:


- المعالج: من الواضح أنه موقف مرهق للغاية، لذا فليس من المستغرب حقًا أن يتشتت انتباهك. النقطة المهمة هي أنك الآن قد جرفتك عاصفة عاطفية. كل هذه الأفكار والمشاعر تدور حول جسدك، وتجذبك هنا وهناك وفي كل مكان. ولا يمكنك فعل أي شيء مفيد حتى ترمين المرساة.


- العميلة: (تتحدث بسرعة كبيرة). ماذا تعني؟ لا يوجد شيء يمكنني القيام به. سوف يتركني. لن يغير رأيه الآن. لديه شخص آخر. لقد أخذ بالفعل معظم أغراضه. ولا توجد طريقة لدفع الإيجار بمفردي. بالإضافة إلى ذلك، كل شيء باسمه - الغاز والكهرباء والهاتف ...


- المعالج: أرجو المعذرة لمقاطعتك، لكن من المهم ملاحظة ما يحدث الآن. ذهنك يجذبك في كل مكان. لقد قذفتي في عاصفة من الأفكار والمشاعر وطالما استمرت لا يمكنك التفكير أو التصرف بشكل فعال. هناك شيء واحد يجب أن تفعليه قبل كل الأشياء الأخرى: يجب عليك رمي المرساة.


- العميلة: ماذا تقصد؟

- المعالج: جيد. ادفعي قدميك بقوة على الأرض. حتى تشعرين بها تحتك. الآن، اعقد منتصبا على مقعدك، ولاحظ كيف تجلس. وانظر في أرجاء الغرفة ولاحظ ما يمكنك رؤيته. لاحظ ما تسمعه. لاحظ ما تفعله الآن - لاحظ أنا وأنت متواجدين في الغرفة، نتحدث مع بعضنا البعض. الآن خذ أنفاسًا عميقة قليلًا ولاحظ ما إذا كان التنفس يمكن أن يصل إلى قدميك. ابقي على قدميك مضغوطين بقوة على الأرض. ولاحظ ذهنك وهو يحاول أن يأخذك إلى مكان آخر، وانظر فيما إذا كان بإمكانك البقاء حاضرًا. لاحظ الغرفة من حولك. لاحظ ما نقوم به هنا والآن.

عندما ينتقل العميل إلى الوضع المتأزم أو يصبح شديد التأثر عاطفيا أثناء الجلسة، فهناك عدة طرق ماهرة لتعليمه كيفية التثبيت/التأريض: إنها خطوة أولى أساسية في الاستجابة بفعالية لتحدي اللحظة.

أعده إلى العربية : الدكتور بوعلام قاصب

+ المرجع:

- Harris R., (2009) : Passez à l’ACT. Pratique de la thérapie d’acceptation et d’engagement. 1er édition. PP: 243-244

أحدث أقدم

جميع الكتب والملفات على موقعنا هي مجانية فقط وليس عليها أي حقوق، في حال نشر أي كتاب أو ملف عن طريق الخطأ، تواصل معنا عبر صفحة إتصل بنا وسيتم حذفه فورا.