كن نفسك انت وليس آخر :
يقول الكاتب المسرحى أوسكار وايلد: كن نفسك و لا تكن حد غيرك لأن غيرك مستخدم من قبل شخص أخر". كن نفسك أنت كن علي طبيعتك وليس كما يريدك الآخرون أن تكون.
كن نفسك, ولكن كيف؟.. فى كتاب "كن نفسك " للباحثة عائشة رافع تقول:
حين تقوم بعمل ما، مهما كان صغيراً، باستمتاع ورغبة صادقة في الإتقان فأنت في تناغم مع نفسك الحقيقية.
وحين تقول رأيك بكل صدق وموضوعية لا تنتظر رضا ولا استحسان الآخرين، ولا تخشى نقدهم أو رفضهم، فأنت تتحدث من وازع نفسك الحقيقية.
حين تكون حريصاً ألا تجرح مشاعر من تحب ومن لا تحب على قدر سواء، فتلك هي مشاعر نفسك الحقيقية.
حين تحترم شخصاً ما بقدر صدق قوله، ونفع عمله وليس لمظهره الاجتماعي، فأنت تراه بعيون نفسك الحقيقية.
حين تشعر في لحظة ما بتدفق الحب من داخلك لجميع الكائنات فهذا الحب هو طبيعة نفسك الحقيقية.
وحين تدعو لنفسك بالصحة والسعادة والأمان وتجد أنك تتمنى ذلك لكل البشر بلا أي تمايز، فتلك هي مشاعر نفسك الحقيقية.
وحين لا تدخر جهداً من أجل مساعدة إنسان ما دون انتظار لرد الجميل أو الشكر فأنت وقتها تعيش خُلُق نفسك الحقيقية.
وحين تجد نفسك وأنت وسط غضب شديد من إنسان ما تحاول أن تُنصفه حتى من نفسك, فهذا هو عدل نفسك الحقيقية.
إن قدر ما تتمتع به نفوسنا الحقيقية من جمال وسلام وإبداع, وكل المعاني الجميلة كبير ومتنوع. ولا يوجد بين البشر من لم يلتق بنفسه الحقيقية في لحظات من حياته, قلّت أو كثرت...
وتذكر كن أنت, اعمل ما تحبّ وتعلم ما تعشق ومارس شغفك وتصرف كما أنت على سجيتك لا كما يملي عليك الآخرون فالعالم يتوق لفرادتك بعدما سئم من الأشخاص المتشابهين والقوالب المكررة. وضع افعالك تحت مجهر الاخلاق ونقحه من الشوائب الآخري. عوضاً عن سعيك الدائم لتكون تحت مجهر المدح والثناء من الآخرين.
تقبل ذاتك ولا تختبئ, تقبل الذات ليس الإستسلام ولكن السعي لتطويرها, تقبل الذات يعني رد الفعل الإيجابي تجاه ما تعتبره عيوبا فيك فهو قبول الذات بعيوبها ومميزاتها ومحاولة التكيف معها وشيئا فشيئا يتصالحك, حاول أن تكون واضحا ًفي تعاملك ابتعد عن التلون والظهور في أكثر من وجه فمهما بلغ نجاحك فسيأتي يوم وتنكشف أقنعتك وتصبح حينئذ كمن يبني بيتا يعلم أنه سيهدم تجنب المظاهر .
لا تضع نفسك موضع الريشة في مهب الرياح, تتمايل يمنة ويساراً إثر أي ملهي أو ملفت وحين تضيق بها السبل تفر زحفاً وحيداً بحثاً عن مرساها السابق فلن تجده, قد استُهلك من كثرة تنقلك فلا ترجوا منه منفعه بعد. وكن جبلاً لا تكسبه العوامل المحيطة إلا صلابه. كن مسهباً في حق نفسك, منجزاً لما للآخرين مع المراعاة في كل حال. كن طاعاً في الأمر متحملاً علي عاتقك مخاطر السفر بحثاً عن افضل الفرص للنفس.
لا تهتم بالمظهر فقط وتهمل الجوهر, جوهرك اهم وافضل من مظهرك. قد أكد علماء النفس ان الدافع الحقيقي وراء الاهتمام بالمظاهر الخداعة هو مرض نفسي سببه عقدة النقص وعدم الثقة بالنفس والإحساس بالدونية، لاسيما وأن المرائي هو شخص بلا مبادئ ولا قيم يناضل من أجلها ولا أفكار يؤمن بها ولا هدف حقيقي يسعى إلى تحقيقه، لذا نجد أن كل حياته تتمحور حول القشور والتفاهات والمظاهر.
اقبل بنفسك كما أنت وأيضاً اقبل الآخرين كما هم, تذكر أن كلنا بشر نخطئ ليس فينا كامل إلا الله وحده. وتذكر أن لا تعيش حياة لا تشبهك, ولا تقل كلاماُ لا يمثلك, ولا تقبل أن تشارك في معركة ليست جزء منك أو لا دخل لك بها, كن أنت دوماُ. وكن نفسك أنت, فالأدوار الأخري كلها موجودة. وتذكر أن من يتركك تتالم لا تنتظر منه أن يسمع صوت اوجاعك, ولا تنتظر أحد فلن يأتي أحد. فكن نفسك انت وليس آخر وعش حياتك باخلاقك أنت.
ويقول الشاعر:
يا خادم الجسم كم تشقى بخدمتهِ
اتطلب الربح مما فيه خسران
أقبل على النفس فاستكمل فضائلها
فأنت بالنفسِ لا بالجسمِ إنسان
قال حكيم :
كن نفسك أنت
وليس ما يريدك العالم أن تكون
ولا تكن أصعب ما في الحياة
ولا تكن اسهل ما فيها
ولكن كن أنت الحياة في
أسمي معانيها.
د.القس / إبراهيم زكريا إبراهيم
استشاري صحة نفسية