نستخدم بشكل خاص خريطة الحياة مع العملاء لأنها توضح لهم الاتفاق العلاجي التي نتوصل إليه. نشير إلى المربع العلوي الأيسر (السلوكات التي تبعدنا عما يهمنا) ونصف "السلوكات المكتوبة هنا كمحاولةلك للتخلص من التجارب الخاصة المؤلمة التي لديك والخفض منها". ثم أشر إلى المربع السفلي الأيسر واذكر تجاربهم الخاصة المؤلمة بصوت عالٍ، وقل كيف يمكن لهذه التجارب "ان تقيد حياتك بل وتعزز من قبضة بعض هذه الأشياء المؤلمة عليك." قبل أن نحول تركيزنا إلى الجانب الأيمن من خريطة الحياة، نخبره ما يلي: "يتعلق عملنا بملاحظة ما الذي يحفز سلوكك حتى تتمتع بحرية اختيار ما تفعله بعد ذلك." من خلال ذلك، سنشجع العملاء على الاستكشاف وإخبارنا بما يرغبون في فعله أكثر إذا لم ينخرطوا في الحياة ومحاولة تجنب تجاربهم الخاصة الأكثر إيلامًا والهروب منها والتحكم فيها.
كثيرا ما يستمتع العملاء بهذه المحادثة وغالبًا ما نشير إلى السلوكيات المدرجة فعلا على الجانب الأيمن من خريطة الحياة، مما يشجع على تحفيز مخزون أوسع من السلوكات لديهم. هذه النقطة الأخيرة حول المزيد من السلوك هي تمييز مهم بين الفرار من التجارب المؤلمة أو تجنبها أو التحكم فيها واستكشاف أساليب جديدة للتواجد في العالم. في هذه اللحظة يمكن للمعالج أن يشرح للعملاء أن لديهم مستوى ضئيل من النجاح في التخلص من التجارب المؤلمة. بدلاً من ذلك، يشرح المعالج للعميل كيفية تحقيق المزيد من النجاح بتشجيعه على استكشاف سلوكات جديدة في ظل وجود هذا الألم. هذا الاستكشاف هو الذي يؤدي إلى تحسين نوعية الحياة. قد يبدو هذا التمييز أقل شأنا الآن، ولكن ضع في الاعتبار تطوير الطريقة التي ستسير بها محادثاتك مع العملاء ولن يكون التركيز على نتيجة ثابتة مثل إزالة التجارب المؤلمة ولكن بدلاً من ذلك على زيادة المرونة في وجود تجارب مؤلمة وتوسيع ذخيرتهم .
د.بوعلام قاصب
المرجع:
P: 32 (the act approach: a comprehensive guide for acceptance & commitment therapy; Timothy Gordon and Jessica Borushok)