استخدام خريطة الحياة مع المجموعات العلاجية



- تعرف على طريقة استخدام خريطة الحياة مع المجموعات العلاجية :
Life Map in Groups

إعداد: د.بوعلام قاصب
 التقنية يمكنك استخدامها مع طلاب الأقسام النهائية خاصة المراهقين او في إطار العلاج الجماعي. ملاحظة: خريطة الحياة هي نفسها المصفوفة/the Matrix/ la Matrice


عند إعداد خريطة الحياة الخاصة بالمجموعات، تعطي خريطة الحياة نتائج مفيدة بشكل خاص. وعليه تستخدم سبورة بيضاء أو لوحة بيضاء متوسطة الحجم وترسم خطا أفقيا ذو رؤوس سهمية من كل جانب. ثم تبدأ بطرح سؤال عام على جميع أعضاء المجموعة، "ما الأهم بالنسبة لك او ما الذي يهمك حقا/أشخاص، أشياء...الخ؟ فقط تلفظ بهذا السؤال بصوت مسموع ثم قم بكتابة هذا السؤال وباقي الأسئلة الثلاثة على السبورة ". عندما يخبرك احد افراد المجموعة حول ما يهمه: "حياتي" وقد يخبرك شخص آخر حول ما يهمه ويقول: "جولي مثلا"-أشخاص-، نكتب هذه الإجابات بالضبط في المربع السفلي الأيمن. بعد الحصول على عينة مما يمهم نسأل مرة اخرى: "وما هو المهم بالنسبة لك أو ما هي الصفات التي تريد أن تعيشها في حياتك او تكون عليها؟" قد تحصل على إجابات مثل: "أن اكون طبيعيا" أو "الأبوة أو الأمومة". في هذه المرحلة، يمكن أن يكون الاعتماد على الصفات المحددة مفيدًا. على سبيل المثال، قد ترد عليهم فيما يخص إجاباتهم حول الأبوة والأمومة: "الأبوة والأمومة! عظيم. وأي نوع من الوالدين تريد أن تكون؟ " عادةً ما يخبرونك "محبوبا" أو "حاضرًا"، وبالضبط هي التفاصيل الأكثر ثراءً التي نسعى للكشف عنها عندما نتحدث عن القيام بعمل يركز على القيم في ACT.




في حالة الشك، تعتبر الصفات المختارة الأسلوب الامثل لتحديد قيم أفراد المجموعة (المحبة، الصدق، الطيبة، التفتح، الصحة، الإبداع، الروحانية، جادا في عملي، إلخ). عندما يكون لدينا عدد من الإجابات المكتوبة، فإننا عادة ما نقوم باستطلاع رأي أفراد المجموعة الحاضرون في الغرفة، "برفع الأيدي، هل يرى جميعكم أي شخص أو شيئ واحدا على الأقل يهمكم في حياتكم؟" نسألهم أيضًا: "إذا كان هناك أي شيء مفقود غير مدون على السبورة وتشعرون أنه يحتاج فعلاً إلى أن ندونه ونتابعه هنا، فقط يخبرنا به وسنضيفه فورًا". ليس هناك عدد سحري من الإجابات. إذا لم يعارض احد الحاضرين ما هو مدون، فلا بأس بذلك وليس بإشكال. نحن لا نسعى إلى الوصول إلى صورة كاملة. نريد ببساطة تمثيل القيم من خلال طرح هذه الأسئلة لأنه إذا لم يتصل الشخص بشيء ما على السبورة، فمن الصعب الاتصال بالتمرين ككل.




إن الانتقال إلى المربع السفلي الأيسر عملا عاديًا، حيث نحث أفراد المجموعة من خلال قولنا لهم: "إنه لا محالة، ستظهر الأفكار والمشاعر والأحاسيس والذكريات الصعبة التي تعيق طريقنا في التحرك نحو من وما هو أكثر أهمية بالنسبة لنا". نحرص على جعل الأمور واضحة ونشير إلى المربع السفلي الأيسر. نسأل أفراد المجموعة ما يلي: "ما هي الأفكار والمشاعر والأحاسيس والذكريات التي تعترض طريقكم نحو من والأكثر أهمية بالنسبة لكم؟" ونشيرألى المربع السفلي الأيمن مع وضع خط تحت ما يهم، مع تدوين الإجابات لتوها-أي المعيقات في الالمربع السفلي الأيسر، مما يوضح أن الإجابات التي نبحث عنها الآن في المربع السفلي الأيسر تدور حول ما يعترض طريق التحرك نحو المربع السفلي الأيمن اي ما يهم. غالبًا ما تتضمن الإجابات ما يلي: الحزن والخوف ومشاعر أخرى. وعليه نطلب من شخص ما حاضر مع المجموعة في تلك اللحظات ما يلي: "وما هي الأفكار التي تخطر ببالك عندما يظهر الخوف في حياتك؟" قد يرد أحد المشاركين في المجموعة قائلا: "لا يمكنني فعل ذلك" أو "ليس لدي وقت كافٍ!" أو إذا قدم شخص ما فكرةن مثل "أنا لست جيدًا بما يكفي"، فقد نسأل مرة اخرة: "ما هي المشاعر التي تظهر عندما تخطر ببالك هذه الفكرة؟" نكتب الأفكار المقدمة بين قوسين او بين مزدوجتين لتوضيح كيف يمكن للأفكار أن تعيق طريقنا. نقوم أيضًا بتدوين الأحاسيس الجسدية - الألم المزمن أو أعراض الانسحاب - وغيرها من أحاسيس التبعية الجسدية أو الأحاسيس المرتبطة بالذعر أو الخوف (الشعور بثقل الوزن على الصدر، خفقان القلب، "الشعور وكأن شخصًا ما يمسك بحلقي ولا أستطيع التنفس") . نطرح أسئلة توضيحية، مثل: "أين تجد او تشعر بهذا الأحساس في جسدك-حدد مكانه؟" و "ما هي الأفكار أو المشاعر التي تخطر ببالك عند ظهور هذا الإحساس؟" في هذه المرحلة من العلاج الجماعي، من المحتمل أن يكون لديك فعلًا إحساس بمبطبيعة أفراد المجموعة ولماذا هم هنا، لذلك إذا شعرت ان أفراد المجموعة عالقين، يمكنك تكرار الأشياء التي قالوها من قبل، مثلا: "مرحبًا أليكس، أتذكر أنك قلت من قبل عندما بدأنا العمل، أنك تشعر غالبًا أنك لا تستطيع فعل أي شيء تريد فعله مع الألم المزمن. هناك تفكير مهم نراهن أنه يظهر لدى الكثير من الناس، مفاده: : "لا أستطيع أن أعيش الحياة التي أريدها مع الألم او في ظل وجود الألم". وتساله مثلا: هل سيكون كل شيء على ما يرام إذا ما كتبت ذلك في المربع السفلي الأيسر؟ هل لدى الأفراد الآخرين الحاضرين هنا أي أفكار أخرى من من هذا القبيل؟"




قد يخطر ببالك كمعالج او مرشد نفسي أن هناك إجابات خاطئة او لا تليق ان توضع في خريطة الحياة، مثلا عندما يخبرك أحد المشاركين "شقيق زوجتي أحمق". نشجعك على أن تكون مُوجهًا وتشرح له ما تبحث عنه مرة أخرى: "نحن هنا نبحث عن الأفكار والمشاعر والأحاسيس والذكريات التي تظهر وتجعل من الصعب علينا التحرك نحو من وماذا يهمنا أكثر. ما الذي تشعر به ويعيق طريقك نحو الحياة التي تهمك؟ " أو يمكنك أن تسأل: "نعم! وعندما تخبرني ان"شقيق زوجتي أحمق"، ما الأفكار أو المشاعر التي تظهر لك عندها؟"، "تكمن الفكرة العامة في أن كل المحتوى هو بمثابة حبات قمح في طاحونة في ACT. هناك بعض الأشياء التي لا يمكننا العمل معها في هذا السياق، وتسمية الخبرات على خريطة الحياة يمنحنا تصورًا واضحًا لما سيكون عليه محور عمل المجموعة ".




ثم ننتقل إلى المربع العلوي الأيسر ونسأل المجموعة ما يلي: "عندما تظهر هذه الأفكار والمشاعر المؤلمة [وتشير إلى المربع السفلي الأيسر]، ماذا الذي تفعله او تتصرف على نحوه للابتعاد عنها او لتجنبها؟ ما هي استراتيجياتك لأجل التقليل من هذه الأشياء أو للفرار منها أو لتجنبها أو للتحكم فيها؟ " تتضمن الإجابات النموذجية ما يلي: "أتعاطى مسكر او مخدر، براسيتامول..."، "أشاهد التلفاز"، "أتجنب الناس"، "أمارس الجنس مع زوجتي"، "الأكل"، وفي هذه الحالة، نسأل: "ماذا تأكل وكم؟" ثم نسأل: "ماذا عن عدم الأكل؟" لإثبات التباين في السلوكيات وكتابة كليهما "الإفراط في الأكل، وعدم الأكل" أو بعض الاختلاف في هذا الموضوع. تُظهر الأمثلة أحيانًا أن المعالجين يفترضون أنهم متكيفون وصحيون مثل "النوم" أو "التمارين" أو "الذهاب إلى العلاج" أو "اليوجا". لا شيء من هذه الإجابات خاطئ، وإذا تم استخدامها لأجل التجنب ولابتعاد عن التجارب الخاصة المؤلمة، فإنها ستوضع وتدون في المربع العلوي الأيسر. تذكر هنا، أن الإجابات تتعلق بالسلوكات التي يقوم بها الفرد لتجنب التجارب الخاصة المؤلمة، ومن الواضح أننا نرغب دائما في الحصول على السلوكات الإشكالية لتزويدنا بمعلومات ذات صلة إكلينيكيًا، لكن هذه الفئة من السلوك لا تحتاج إلى أن يتم ملؤها من خلال السلوكات الإشكالية حصريًا.




عند الانتقال إلى المربع العلوي الأيمن، نجد أنه من السهل علينا الانتقال إلى طرح السؤال الآتي: "إذا لم تكن منشغلًا جدًا بفعل كل هذا [تشير إلى المربع العلوي الأيسر الذي يتضمن جميع سلوكاتك التي تتصرف على نحوها لتجنب الألم]، فماذا تفعل الآن أو ما الذي يمكنك أن تفعله لاجل التحرك او الإنتقال إلى من وما هو الأهم بالنسبة لك؟ " عند طرحك لهذا السؤال، تشير إلى المربع السفلي الأيمن الذي يتضمن قيم المجموعة للتأكيد على وجهة نظرنا. غالبًا ما نحصل على إجابات مثل: "أقضي وقتًا ممتعًا"، "أذهب للتنزه"، "أتحدث إلى زوجتي/زوجتي/أبنائي...". هنا نعمل على طرح أسئلة توضيحية: "ما الذي ستتحدث عنه/مع الزوج او الزوجة أو الأبناء...؟"، "الفكرة هنا، مفادها جذب انتباه المشاركين في المجموعة إلى سلوكات محددة يفعلونها أو بإمكانهم أن فعلها". يمكن للنموذج السلوكي أن يأخذ بسهولة الصفات المعززة لفعل الأشياء التي تحرك الفرد نحو من والأكثر أهمية بالنسبة له. في الواقع، بالنسبة لمعظم الأشخاص الذين يتجهون بتصرفاتهم نحو أو وفقا لما يهمهم، يمكن أن يشعروا أو يجدوا صعوبة أو يجدون شعورًا غير طبيعي ومؤلم. فبين الحين والآخر قد تحصل على مجموعة أفراد تركز أكثر على المشاعر: "سأكون سعيدًا" أو "سأشعر بالتحسن". في هذه الأثناء، يمكن التفكير في إعداد بيان خاص بهم يستخلص السلوكات الملاحظة التي يقومون بها لمساعدتهم على إعادة توجيههم. على سبيل المثال، قد نسأل ما يلي: "إذا كان بإمكاني رؤيتك وأنت تشعر بالتحسن، إذا ما كُنت أنا أشاهد فيلمًا يدور حول سعادتك، فما الذي سأراك تفعله فيه؟" قد تلاحظ أنه حتى أعضاء المجموعة الآخرين من الممكن أن يتدخلوا ويساعدون بعضهم البعض. إنه نشاط رائع لاجل عقلنة لإدراك أن الآخرين يكافحون بطرق مماثلة-أي انك لاتكافح لوحدك بل ما تفعله الجميع يفعله. وفي هذا التمرين الخاص بخريطة الحياة الجماعية، تكون قد قمت كمعالج، كمرشد طلابي بالإلمام بجميع جوانب النموذج العلاجي القائم على ACT بالكامل وأشركت العملاء/أو المشاركين في المجموعة بطريقة مختلفة للتبصر ورؤية حياتهم.



- المرفقات:
خريطة الحياة من إعداد الباحث

المرجع:

P: 32-33 (the act approach: a comprehensive guide for acceptance & commitment therapy; Timothy Gordon and Jessica Borushok)
أحدث أقدم

جميع الكتب والملفات على موقعنا هي مجانية فقط وليس عليها أي حقوق، في حال نشر أي كتاب أو ملف عن طريق الخطأ، تواصل معنا عبر صفحة إتصل بنا وسيتم حذفه فورا.